====
====
ورد حديث القرآن الكريم عن يونس عليه السلام في سور (الأنعام)، و(يونس)، و(الأنبياء)، و(الصافات). وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه)، وفي رواية قيل: (إلى أبيه).
حاصل القصة
أرسل الله يُونس عليه السلام إلى أهل نينوى بالعراق، في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم - كما هو شأن الأنبياء والرسل جميعاً - إلى إخلاص العبادة لله تعالى، فأبوا الامتثال لما جاءهم به، فضاق بهم ذرعاً، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس عليه السلام من بلدة قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج.
ولم يكد يبعد يونس عليه السلام عن منازل قومه، حتى وافت قومه نُذُر العذاب، واقتربت منهم طلائع الهلاك، فساورهم الخوف، وتيقنوا أن دعوة يونس حق، وإنذاره صدق، وأن العذاب لا بد واقع بهم، كما وقع على من قبلهم من الأمم.
وقد وقع في نفوسهم أن يلجؤوا إلى الله، فيؤمنوا بما دعاهم إليه يونس عليه السلام، ويتوبوا مما هم فيه من الشرك، ويستغفروا ربهم مما سلف منهم من الذنوب والخطايا، فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وتوجهوا إلى الله بالدعاء، وكانت ساعة بسط الله عليهم بعدها جناح رحمته، ورفع عنهم سحائب نقمته، وتقبل منهم التوبة والإنابة؛ إذ كانوا مخلصين في توبتهم، صادقين في إيمانهم، فرد عنهم العقاب، وحبس العذاب، ورجعوا إلى دُورهم آمنين مؤمنين، وودوا لو يعود إليهم يونس؛ ليعيش بينهم رسولاً هادياً، ونبياً مرشداً.
بيد أن يونس بعد أن ترك منازل قومه وقد رفضوا دعوته، وتنكروا لحجته، استحى أن يرجع إليهم، ومضى بسبيله، فأتى سفينة فركبها، فلما وصلت لجة البحر، هاج البحر، وأحيط بالسفينة ومن فيها، فلما علم ركابها ما هو محيط بهم، وواقع عليهم، قال بعضهم لبعض: لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة، فاقترعوا بينهم؛ ليلقوا في البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت القرعة على يونس، بيد أن نفوسهم لم تطاوعهم على فعل ذلك؛ لما وجدوا فيه من كريم الأخلاق، ومكارم الصفات، فعاودوا القرعة ثانية، فوقعت عليه أيضاً، فلم يأبهوا لذلك، فأعادوا القرعة ثالثة، فخرجت عليه أيضاً، فعلم يونس أن وراء ذلك تدبيراً، وأدرك خطيئته، وما كان من تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الهجرة، أو يستخير الله في الرحيل، فألقى بنفسه في اليم، وأسلم نفسه للأمواج.
وأوحى الله إلى الحوت أن يبتلعه، وأن يطويه في بطنه، ولا يأكل لحمه، ولا يهشم عظمه. وقبع يونس في بطن الحوت، والحوت يشق الأمواج، ويهوي في الأعماق، ويتنقل في ظلمات بعضها فوق بعض، فضاق صدره، والتجأ إلى الله بالدعاء: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (الأنبياء:87).
فاستجاب الله دعاء يونس عليه السلام، وأوحى سبحانه إلى الحوت أن يلقي به العراء، فألقاه على الشاطئ سقيماً هزيلاً، ضعيفاً عليلاً، فتلقته رحمة الله بالعناية والرعاية، فأنبتت عليه شجرة من يقطين، فأخذ يونس يتغذى من ثمارها، ويستظل بظلها، فعادت إليه عافيته، فحمد الله على ما أنعم عليه، ثم أوحى الله إليه أن يعود إلى قومه بعد أن أخبره بإيمانهم، وأنهم ينتظرون عودته؛ ليعيش بينهم داعياً إلى الله. ولما عاد يونس إلى قومه، وجدهم قد نبذوا عبادة الأصنام، وأنابوا إلى الله عابدين.
وقفات مع بعض آيات القصة
- قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} (الأنبياء:87)، قال في حاشية الجمل: {مغاضبا} أي: غضبان على قومه، وصيغة (المفاعلة) هنا ليست على بابها، فلا مشاركة كالمقاتلة، والمؤاكلة. ويُحتمل أن تكون على بابها من المشاركة، أي: غاضب قومه، وغاضبوه حين لم يؤمنوا بما جاءهم به في أول الأمر.
- قوله سبحانه: {فظن أن لن نقدر عليه} (الأنبياء:87)، أي: أن يونس خرج غضبان على قومه؛ لعدم استجابتهم لدعوته، فظن أن لن نضيق عليه، عقاباً له على مفارقته لقومه من غير أمرنا. أو: فظن أننا لن نقضي عليه بعقوبة معينة في مقابل تركه لقومه بدون إذننا. فقوله: {نقدر عليه} بمعنى: نضيق عليه، يقال: قَدَر الله الرزق يقدره - بكسر الدال وضمها - إذا ضيقه، ومنه قوله تعالى: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} (الرعد:26)، أي: ضيقه عليه، والتضييق نوع من العقوبة.
- قوله تعالى: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (الصافات:144)، ذكر المفسرون هنا روايات متعددة عن المدة التي مكثها يونس عليه السلام في بطن الحوت. ولا ينبغي التعويل كثيراً على هذه الروايات؛ لأن معرفة المدة لا يقدم ولا يؤخر، ولا يترتب عليه حكم فقهي. والمهم هنا الاعتقاد بأن يونس عليه السلام مكث فترة من الزمن الله أعلم بها، وكان في هذه الفترة عابداً لله، منيباً إليه، مسبحاً له، حتى أذن الله له بالخروج من بطن الحوت، وفرج عنه كربته وهمه.
- قوله سبحانه: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} (الصافات:147)، قال ابن كثير: ولا مانع من أن يكون هؤلاء هم الذين أرسل إليهم أولاً، أُمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت، فصدقوه كلهم، وآمنوا به. وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من بطن الحوت، كانوا مائة ألف أو يزيدون.
- قوله تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} (يونس:98)، قال القاسمي ما حاصله: وما يرويه بعض المفسرين من أن العذاب نزل عليهم، وجعل يدور على رؤوسهم، ونحو هذا، ليس له أصل لا في القرآن ولا في السنة.
ما يستفاد من قصة يونس
أولاً: أن العبد إذا تاب توبة صادقة نصوحاً في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة، قَبل الله تعالى توبته، وفرج عنه كربه. قال تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} (يونس:89).
ثانياً: جاء في ثنايا قصة يونس عليه السلام قوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (الصافات:143-144)، هاتان الآيتان تدلان دلالة واضحة على أن الإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه، سبب في تفريج الكروب، وإزالة الهموم. قال القرطبي: أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان سبب نجاته؛ ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر. وفي هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل)، رواه أحمد في كتاب "الزهد". فليجتهد العبد، ويحرص على خصلة من صالح عمله، يخلص فيها بينه وبين ربه، ويدخرها ليوم فاقته وفقره، ويسترها عن خلقه، لكي يصل إليه نفعها، وهو أحوج ما يكون إليه.
ثالثاً: ورد في فضل الدعاء الذي دعا به يونس عليه السلام روايات عديدة، من ذلك ما رواه الحاكم في "المستدرك" عن سعد بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث، {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة، أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تسمع قول الله عز وجل: {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك، أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غُفر له جميع ذنوبه).
رابعاً: تدل هذه القصة على فضل الدعاء عموماً؛ وذلك أن الدعاء من العبادة، وقد وعد الله عباده الداعين بالإجابة، كما قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} (غافر:60). فلا ينبغي للعبد أن يزهد في أمر الدعاء، بل عليه أن يجعل الدعاء ديدنه، سواء في حال الرخاء، أو حال الشدة.
خامساً: يفيد قوله تعالى في هذه القصة: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (الأنبياء:88)، أن المؤمن إذا وقع في كرب وشدة، ولجأ إلى الله بالدعاء، فإن الله مفرج كربه لا شك؛ وذلك أنه سبحانه وعد عباده المؤمنين، بأن يكشف ما نزل بهم من الكروب، وأنه سبحانه لا يتركهم وحدهم فيما هم فيه من همٍّ وغمٍّ. وهي بشارة لكل مؤمن يقتدي بيونس عليه السلام في إخلاصه، وصدق توبته، ودعائه لربه، بأن الله منجيه من كل غمٍّ، إذا صدق في إيمانه، وأخلص في دعائه.
قصة هود عليه السلام في القرآن
قصة لوط عليه السلام في القرآن
قصة هابيل وقابيل في القرآن
الأكثر مشاهدة اليوم
قصة هود عليه السلام في القرآن
تمثل قصص الأنبياء في القرآن الكريم منارات يهتدي بها المؤمنون عموماً والدعاة منهم خصوصاً في درب هذه الحياة، التي...المزيد
قصة لوط عليه السلام في القرآن القصص القرآني
قصة هابيل وقابيل في القرآن القصص القرآني
قصة النبي صالح عليه السلام في القرآن القصص القرآني
رفع عيسى عليه السلام 4-5 القصص القرآني
عبر وعظات من قصة موسى عليه السلام القصص القرآني
============
وأوضح فضيلته أن هناك طريقة لتناول الحوت لطعامه: يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية، ويخرج الماء من جانبي الفم، يعني لا تفلت منه واحدة من هذه (البلانكتون).
وأضاف النابلسى أن الشاهد في القصة عن الحوت الأزرق وسيدنا يونس: أن هذا الحوت على ضخامته، بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة فإذا دخل فمه أي شيء كبير لا يُبتلع، ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة.
ولهذا قال الله عزّ وجل: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؛ يعني لا هو قادر على بلعه، ولا مضغه، لأنه (أهتم) أي: ليس له أسنان، والمعروف أن الحوت يتنفس بالأكسجين ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل 15 دقيقة.
واستعرض فضيلته رأى علماء الحيوان فى الحوت: أن لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق، مرتاحين بدون أي مضايقة!؛ بمعنى: أنسيدنا يونس عليه السلام كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعه المكيفة؛ ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ} ولم يقل ابتلعه أو هضمه.
وتابع قائلاً: لقد قرأت الآية مئات المرات ولم تستوقفني أبداً إلا حينما تأملت فيها ولذلك أقول: كلما تأمل الإنسان في القرآن الكريم يرى العجب ويفهم ما يجعله على يقين تام بالله رب العالمين سبحانه جلَّ وعلا، وصدّق كل حرف بالقرآن المجيد، ولقد تأملت وراجعت المصادر العلمية، وكذلك عدت للعهد القديم باللغة الإنجليزية وهو التوراة فوجدتهم يقولون: (ابتلعته سمكة كبيرة)، وطبعاً هناك فرق كبير جداً، لأنه لو اُبتلِع لهلك بعملية الهضم.
فالتقمه، غير فابتلعه!!
يعني الدلالة القرآنية هنا دقيقة تماماً، بل فى غاية الدقة {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}، تعني: بقي كلقمة في فم الحوت، لا يستطيع أن يبلعها، ولم يلفظها مباشرة.
وأوضح النابسلى فيما يخص نفس القصة فى القرآن الكريم أن الله تعالى يقول بآيات أخرى: {وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ}، أي: بعد خروجه، فلماذا اليقطين؟
الجــواب:
اليقطين: هو القرع بأنواعه المختلفة، ومنه القرع العسلي وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات، ولأن الله تبارك وتعالى يريد أن يستر عبده ونبيه فستره بشجرةٍ من يقطين تملك أكبر حجم لأوراق الشجر.
ثم بدراسة متأنية لشجرة اليقطين وجدت: أن اليقطين ساقه وفروعه وأوراقه وثماره مليئة بالمضادات الحيوية، ولهذا لا تقربه حشرة!!؛ أي: أن كل كلمة وكل حرف في القرآن الكريم له حكمة بالغة تثبت صدق القرآن بكل حرف منه، وذلك لأنني عندما عدت إلى العهد القديم أيضاً، وجدت أنهم يقولون فظللته شجرة من العنب، والعنب مليء بالحشرات ولا يملك أن يظلل سيدنا يونس؛ لأن أوراقه صغيرة ولا يملك أن يشفي جراح سيدنا يونس؛ لأنه لا يملك الكم الهائل من المضادات الحيوية الموجودة بشجرة اليقطين.
====
النابلسي: قصة سيدنا يونس والحوت تثبت دقة القرآن وعظمته
الأربعاء 17 يوليه 2019
كتبت - سماح محمد:
حكى الدكتور محمد راتب النابلسي - الداعية ورئيس هيئة الإعجاز القرآني السوري - موقفا لأحد العلماء أثناء قراءته لكتاب الله تعالى وتحديدا قصة نبي الله يونس مع الحوت في القرآن، فقال: يقول أحد العلماء: كنت أقرأ لعشرات المرات ولعشرات السنين قصة سيدنا يونس، ومنذ سنتين فقط توقفت عند قول الله تعالى في الآية 142 من سورة الصافات: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}، فقلت في نفسي: لماذا قال الله تبارك وتعالى {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؟
وتابع النابلسى، خلال صفحته الشخصية على فيسبوك قائلاً: فبدأت أدرس طبيعة الحيتان فوجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء، والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه الله تبارك وتعالى على وجه الأرض، فهو أضخم من الديناصورات، وأضخم من الفيلة، فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من 180 طنا.. وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التي تسمى (البلانكتون) الكائنات الطافية الهائمة، فهو لا يملك أسنانا إطلاقاً، وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية.
كتبت - سماح محمد:
حكى الدكتور محمد راتب النابلسي - الداعية ورئيس هيئة الإعجاز القرآني السوري - موقفا لأحد العلماء أثناء قراءته لكتاب الله تعالى وتحديدا قصة نبي الله يونس مع الحوت في القرآن، فقال: يقول أحد العلماء: كنت أقرأ لعشرات المرات ولعشرات السنين قصة سيدنا يونس، ومنذ سنتين فقط توقفت عند قول الله تعالى في الآية 142 من سورة الصافات: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}، فقلت في نفسي: لماذا قال الله تبارك وتعالى {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؟
وتابع النابلسى، خلال صفحته الشخصية على فيسبوك قائلاً: فبدأت أدرس طبيعة الحيتان فوجدت أن هناك مجموعة من الحيتان اسمها الحيتان الزرقاء، والحوت الأزرق أضخم حيوان خلقه الله تبارك وتعالى على وجه الأرض، فهو أضخم من الديناصورات، وأضخم من الفيلة، فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من 180 طنا.. وهذا الحيوان على ضخامته لا يأكل إلا الكائنات الميكروسكوبية الضئيلة التي تسمى (البلانكتون) الكائنات الطافية الهائمة، فهو لا يملك أسنانا إطلاقاً، وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية.
وأوضح فضيلته أن هناك طريقة لتناول الحوت لطعامه: يأخذ بفمه عدة أمتار مكعبة من الماء فيصطاد ما فيها من كانت طافية، ويخرج الماء من جانبي الفم، يعني لا تفلت منه واحدة من هذه (البلانكتون).
وأضاف النابلسى أن الشاهد في القصة عن الحوت الأزرق وسيدنا يونس: أن هذا الحوت على ضخامته، بلعومه لا يبلع إلا هذه الكائنات الدقيقة فإذا دخل فمه أي شيء كبير لا يُبتلع، ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة.
ولهذا قال الله عزّ وجل: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}؛ يعني لا هو قادر على بلعه، ولا مضغه، لأنه (أهتم) أي: ليس له أسنان، والمعروف أن الحوت يتنفس بالأكسجين ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء مرة كل 15 دقيقة.
واستعرض فضيلته رأى علماء الحيوان فى الحوت: أن لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل والفم مغلق، مرتاحين بدون أي مضايقة!؛ بمعنى: أنسيدنا يونس عليه السلام كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعه المكيفة؛ ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ} ولم يقل ابتلعه أو هضمه.
وتابع قائلاً: لقد قرأت الآية مئات المرات ولم تستوقفني أبداً إلا حينما تأملت فيها ولذلك أقول: كلما تأمل الإنسان في القرآن الكريم يرى العجب ويفهم ما يجعله على يقين تام بالله رب العالمين سبحانه جلَّ وعلا، وصدّق كل حرف بالقرآن المجيد، ولقد تأملت وراجعت المصادر العلمية، وكذلك عدت للعهد القديم باللغة الإنجليزية وهو التوراة فوجدتهم يقولون: (ابتلعته سمكة كبيرة)، وطبعاً هناك فرق كبير جداً، لأنه لو اُبتلِع لهلك بعملية الهضم.
فالتقمه، غير فابتلعه!!
يعني الدلالة القرآنية هنا دقيقة تماماً، بل فى غاية الدقة {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}، تعني: بقي كلقمة في فم الحوت، لا يستطيع أن يبلعها، ولم يلفظها مباشرة.
وأوضح النابسلى فيما يخص نفس القصة فى القرآن الكريم أن الله تعالى يقول بآيات أخرى: {وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ}، أي: بعد خروجه، فلماذا اليقطين؟
الجــواب:
اليقطين: هو القرع بأنواعه المختلفة، ومنه القرع العسلي وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات، ولأن الله تبارك وتعالى يريد أن يستر عبده ونبيه فستره بشجرةٍ من يقطين تملك أكبر حجم لأوراق الشجر.
ثم بدراسة متأنية لشجرة اليقطين وجدت: أن اليقطين ساقه وفروعه وأوراقه وثماره مليئة بالمضادات الحيوية، ولهذا لا تقربه حشرة!!؛ أي: أن كل كلمة وكل حرف في القرآن الكريم له حكمة بالغة تثبت صدق القرآن بكل حرف منه، وذلك لأنني عندما عدت إلى العهد القديم أيضاً، وجدت أنهم يقولون فظللته شجرة من العنب، والعنب مليء بالحشرات ولا يملك أن يظلل سيدنا يونس؛ لأن أوراقه صغيرة ولا يملك أن يشفي جراح سيدنا يونس؛ لأنه لا يملك الكم الهائل من المضادات الحيوية الموجودة بشجرة اليقطين.
====
=======
يونس
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هذه المقالة عن النبي يونس؛ إن كنت تبحث عن سورة يونس، فانظر سورة يونس.
هذه المقالة عن النبي يونان؛ إن كنت تبحث عن سفر يونان، فانظر سفر يونان.
يونان أو يونس
יוֹנָה
ذو النون
الولادة حوالي القرن 8 قبل الميلاد
الوفاة حوالي القرن 7 قبل الميلاد
مبجل(ة) في اليهودية، المسيحية، الإسلام
المقام الرئيسي قبر النبي يونان، الموصل
تاريخ الذكرى 22 سبتمبر
في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة اللوثرية
النسب يونان بن أمتّاي بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان.
أيقونة روسية للنبي يونان، في دير، بجزيرة كيجي، بجمهورية كاريليا، روسيا.
يونس بن متى أو يونان بن أمتّاي (بالعبريَّة: יוֹנָה؛ نقحرة: يونه؛ وتعني حمامة) هو نبي لدى كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين.
ذكر يونان أو يونس في العهد القديم والقرآن وعاش في مملكة إسرائيل الشمالية في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. وهو شخصية محورية في سفر يونان، وتشتهر قصته بابتلاعه من قِبل حوت.
ويتكرر السرد التوراتي لرواية يونان، مع بعض الاختلافات الملحوظة، في القرآن.
محتويات
1 نسب يونس
2 حياته في الكتاب المقدس العبري
3 في اليهودية
4 في المسيحية
5 في الإسلام
6 مقام النبي يونس
أولا: نسب يونس
يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان، وجل ما أثبتوه أنه: يونس بن متى.
=قالو: ومتى هي أمه، ولم ينسب إلى أمه من الرسل غير يونس ويسوع.
ويسمى عند اليهود والمسيحيين
||| بإسم: يونان بن أمتاي.
=حياته في الكتاب المقدس العبري
مقالة عن في الكتابيين :
= سفر يونان
يشير سفر الملوك الثاني أنَّ يونان هو ابن أمتّاي من جت حِفر (بالعبريَّة: גַּת חֵפֶר)
=وهي بلدة قديمة تقع على بعد بضعة أميال إلى الشمال من مدينة الناصرة. ويذكر سفر الملوك الثاني أن يونان قد تنبأ بأنَّ بريعام بن يهوآش، ملك إسرائيل سيرد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة (خليج العقبة).
رسم تخيُلي من كتاب جامع التواريخ لِلنبي يونس والحوت يبتلعه.
يونان هو الشخصية المحوريَّة في سفر يونان. حيث وفقًا للسفر أرسل الله يونان إلى أهل «نينوى» وهي: مدينة كبيرة تقع على نهر دجلة أو قريبة منه، تجاه مدينة الموصل من أرض آشور (في القسم الشمالي من العراق الحديث)، وكان عدد أهل هذه المدينة مئة ألف أو يزيدون. وهي المملكة التي قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722 ق.م. اما الآن فتقع المدينة باكملها وسط الموصل وسور المدينة على شكل تلال داخل الموصل انظر سور نينوئ. والذي يظهر أن رسالته كانت خلال القرن الثامن قبل ميلاد يسوع. وبحسب السفر أمر الله يونان أن يذهب إلى أهل نينوى، ليردهم إلى عبادة الله وحده، وذلك بعد أن دخلت فيهم عبادة الأوثان.
لكن يونان لم يقتنع بأن المدينة يمكن أن تتوب بالإضافة لكونها مدينة غير يهودية وبالتالي، هرب في سفينة من خلال الذهاب إلى يافا بإتجاه معاكس إلى ترشيش. ولكن الله أهاج البحر وكادت السفينة أن تغرق فحاول الركاب معرفة السبب غضب الألهة (فقد كانوا وثنيين) فإعترف يونان بذنبه وبأنه رفض طاعة إلهه فرمي خارج السفينة وسكنت العاصفة. أما يونان فقد أعد الله له حوت عظيم لكي يبتلعه وبقي في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها فدعا الله معترفا بذنبه فقذفه الحوت للساحل. وأخيرا أذعن يونان إلى أمر الرب فانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص وذهب للمدينة العاصية ووعظ سكانها فأعلنوا صوما عاما للتوبة ابتداء من الملك وحتى عامة الشعب والأطفال الرضع والبهائم فعفا الله عنهم، وهذا يدل على أن الخلاص ليس حصرًا في قوم بني إسرائيل.
= بيد أن نجاحه هناك وإقبال الناس على التوبة أثارا غضبه، فلقنه الله درسا عمليًا مستخدمًا مثال النبتة.
في اليهودية
يُعد يونان أحد الأنبياء الإثني عشر الصغار في التناخ. ووفقًا للتقاليد، كان يونان الصبي الذي تم اعادته إلى الحياة من خلال إيليا النبي. يتم قراءة سفر يونان كل عام، في اللغة العبرية الأصلية خصوصًا في يوم الغفران.
تشوفا أو القدرة على التوبة وطلب الغفران من الله هي فكرة بارزة في الفكر اليهودي.
= وتم تطوير هذا المفهوم من خلال سفر يونان: حيث أنَّ يونان بن الحقيقة (اسم والده "أمتّاي" في اللغة العبرية تعني الحقيقة)، يرفض أن يسأل أهل نينوى للتوبة. حيث كان يسعى للحقيقة فقط، وليس للغفران. عندما اضطر للذهاب، سُمعت دعواته بصوتٍ عالٍ وواضح. وتاب أهل نينوى، "من خلال الصوم، بما في ذلك الأغنام"،
== والنصوص اليهودية هي تتكلم في هذه.
في المسيحية
تصوير جصي تخيُلي لِلنبي يونان في سقف كنيسة سيستينا.
= يعد يونان عندهم أحد الأنبياء الإثني عشر الصغار في العهد القديم. ولقد ظلّ يونان حيًّا
في التراث اليهوديّ والمسيحيّ، على مثال إبراهيم وموسى وإيليّا.
وقد جاء ذكره في العهد الجديد بعدة مواقع. فهناك، بالفعل، ثلاث مجموعات نصوص، على الأقلّ، تٌعيد إلى سفر يونان.
1= الأولى تتعلّق "بآية يونان"،
2= والثانية "بسفينته"،
3= والثالثة بمعنى سفر يونان الضمنيّ. ولقد أشار العهد الجديد إلى قصة يونان واختباره في بطن الحوت (متى 12: 3841) واستشهد بها كرمز لدفن وقيامة يسوع.
يعتبر يونان بمثابة قديس من قبل عدد من الطوائف المسيحية. إلى جانب التأثير الليتورجي من خلال قراءة نصوص سفر يونان في مختلف المناسبات المسيحية. تخصص الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية واللوثرية يوم 22 سبتمبر، باعتباره يومًا خاصًا باستذكار يونان. وينتشر تقليد صوم باعوثة نينوى في كنيسة المشرق والكنائس المسيحية السريانية والأرثوذكسية المشرقية. وخلاله يتم تذكار صوم سكان مدينة نينوى بحسب سفر يونان.
أما في دين الاسلام
في الإسلام
مقالة مفصلة:
يونس في الإسلام
جاء ذكر النبي يونس في القرآن الكريم وكذلك في الأحاديث النبوية من سيرة النبي محمد. جاء ذكره باسم يونس ويُونُسَ بن مَتَّى وصاحب الحوت وكذلك ذا النون أو ذي النون، والنون هو: الحوت، وذكر ابن الأثير: أن: «مَتَّى» اسم والدته، وأن الأنبياء لم ينسب أحد منهم لأمه إلا يونس وعيسى ابن مريم.
ويؤمن جميع المسلمين بنبوته وبجميع الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن. وقد جاء ذكر يونس في مواضع متعددة من القرآن، ومنها في سورة مذكورة باسمه وهي: سورة يونس.
تذكر التقاليد الإسلامية أن يونس جاء من سبط بنيامين، ويونس هو الوحيد من الأنبياء الإثني عشر الصغار المذكور بالإسم في القرآن.
لدى السرد القرآني لقصة يونس بعض أوجه التشابه وكذلك اختلافات جوهرية مع القصة في الكتاب المقدس. يصف القرآن يونس كواعظ من الصالحين لرسالة جاءته من الله. ويذكر القرآن أن يونس غادر على متن سفينة، وطلب من أهلها أن يركبوه معهم، فتوسموا فيه خيرا فأركبوه. ولما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب، فقالوا: إن فينا صاحب ذنب . فاستهموا فيما بينهم على أن من وقع عليه السهم ألقوه في البحر، فوقع السهم على يونس. فسألوه عن شأنه وعجبوا من أمره وهو التقي الصالح. فحدثهم بقصته، فأشار عليهم بأن يلقوه في اليم ليسكن عنهم غضب الله فألقوه. فالتقمه بأمر الله حوت عظيم، وسار به في الظلمات، في حفظ الله وتأديبه، وتمت المعجزة.
قال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل - نينوى - من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث.
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم وتحققوا نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات، وجأرت الإنعام والدواب والمواشي، فَرَغَتْ الأبلُ وفصلانُها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة.
فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب الذي كان قد اتصل بهم سببه، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم.
مقام النبي يونسيوجد في محيط مقام النبي يونس آثار من معاصر - وآبار - وأعمدة وحجاره منقوش عليها رموز تاريخية - بقي منها القليل والباقي تعرض للسرقة أو للتكسير· ويوجد آثارات منتشرة على أربعة مناطق: دير حناش - البرياس - الجلمى - كفرا القديمة. الرأي الثاني- يقع في الجهة الشمالية الشرقية من نهر دجلة فوق تل النبي يونس حيث ذكر بان الزهاد والنساك كانوا يأوون إليه، وقد عرف أيضا باسم مسجد التوبة. وقد عثر عام 767 هـ، على قبر النبي يونس، لذا سُمي بجامع النبي يونس في الموصل.
====
يونس في الإسلام
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يونس بن متى
ذو النون
الولادة حوالي القرن 8 قبل الميلاد
الوفاة حوالي القرن 7 قبل الميلاد
مبجل(ة) في اليهودية، المسيحية، الإسلام
المقام الرئيسي قبر النبي يونان، الموصل
النسب يونان بن أمتّاي بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان.
يونس بن متى نبي الله ورسوله . يُنظر إلى يونس تقليديًا على أنه مهم للغاية في الإسلام باعتباره نبيًا كان أمينًا لله وسلم رسائله. يونس ذكر في اليهودية في اسفار الانبياء الصغار و ذكر اسمه في القرآن . سميت السورة العاشرة من القرآن باسمه. ودعي يونس ذي النون (بالعربية: ذُو ٱلنُّوْن) في القرآن من قبل المسلمين. ورد اسمه في القرآن أربع مرات.
محتويات
1 ذكره في القرآن
2 يذكر الحديث
3 المقابر
3.1 مقابر إسلامية أخرى
4 مراجع
4.1 مواقع مرتبطه
ذكره في القرآن (بالعربية: ذُو ٱلنُّوْن).في سورة النساء 4: 163 والأنعام 6:86 تمت الإشارة إليه ب "رسول الله"سورة 37: 139-148 تعيد سرد قصة يونس كاملة:
«وكذلك كان يونس أيضًا من بين المرسلين. عندما هرب إلى السفينة المحملة وغرقت السفينة وألقو القرعة فوقعت عليه ، وحُكم عليه بانيلقى في البحر : ثم ابتلعه الحوت ، وقام بأعمال تستحق اللوم . لولا أنه (تاب) وسبح الله ، لبقي داخل الحوت حتّى يوم القيامة . لكن ألقاه الله على الشاطئ العاري في حالة مرض ونبتنا عليه نبتة من نوع القرع او اليقطين . وأرسلناه إلى مائة ألف أو أكثر فآمنوا.»
لم يذكر القرآن إرث يونس ، لكن التقاليد الإسلامية تعلم أن يونس كان من قبيلة بنيامين .
يذكر الحديثتم ذكر يونس أيضًا في عدد قليل من الحوادث خلال حياة محمد . في بعض الحالات ، تحدث محمد عن اسم يونس بحمد وتقديس. وفقًا للروايات التاريخية عن حياة محمد ، بعد عشر سنوات من تلقي الوحي ، ذهب محمد إلى مدينة الطائف ليرى ما إذا كان قادتها سيسمحون له بالتبشير برسالته من هناك بدلاً من مكة ، لكنه طرد من المدينة من قبل الناس. احتمى في بستان عتبة والشيبة ، وهما من قبيلة قريش. فأرسلوا خادمهم عدس ليخدمه عنبا. سأل محمد عدس من أين هو فأجاب الخادم من نينوى. "بلدة يونس العادل ، ابن أميتاي!" صاح محمد. صُدم عدس لأنه علم أن العرب الوثنيين لا يعرفون النبي يونس. ثم سأل كيف عرف محمد بهذا الرجل. أجاب محمد: "نحن إخوة". "يونس كان نبي الله وأنا أيضا نبي الله". قبل عداس الإسلام على الفور وقبل يدي وأقدام محمد. ومن أحاديث محمد في صحيح الإمام البخاري أن محمدا قال "لا ينبغي أن يقول المرء إني أفضل من يونس". ابن أبي السلط ، أقدم معاصر لمحمد ، أنه لو لم يصلي يونس إلى الله ، لبقي محاصرًا داخل الحوت حتى يوم القيامة ولكن بسبب صلاته وتسبيحه ، "بقي يونس فترة من الزمن في بطن الحوت ". يسجل المؤرخ الطبري من القرن التاسع أنه بينما كان يونس داخل الحوت ، "لم يصب أي من عظامه أو أعضائه بأذى". كما كتب الطبري أن الله جعل جسد السمكة شفافًا ، مما سمح ليونس برؤية "عجائب العمق" وأن يونس سمع كل الأسماك تغني تحمد الله. ابو الحسن كساني ، شاعر من القرن العاشر ، يسجل أن والد يونس كان يبلغ من العمر سبعين عامًا عندما ولد يونس وأنه توفي بعد ذلك بوقت قصير ، ولم يترك لأم يونس شيئًا سوى ملعقة خشبية ، تحولت إلى وقرة .
المقابر
صورة لأطلال مسجد يونس بعد تدميره من قبل داعش
يتميز موقع نينوى الحالي بحفريات خمس بوابات وأجزاء من الجدران من أربع جهات وتلتين كبيرتين: تل كويونجك وتل النبي يونس (انظر رابط الخريطة في الحاشية). تم تكريس مسجد على قمة النبي يونس للنبي يونس ويحتوي على ضريح كان يقدس من قبل كل من المسلمين والمسيحيين كموقع قبر يونس. كانت المقبرة موقعًا شهيرًا للحج ورمزًا للوحدة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. في 24 يوليو 2014 ، دمرت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المسجد الذي يحتوي على الضريح كجزء من حملة لتدمير المقدسات الدينية التي اعتبرتها وثنية . بعد استعادة الموصل من داعش في يناير 2017 ، تم اكتشاف قصر آشوري قديم بناه أسرحدون ويعود تاريخه إلى حوالي النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد تحت المسجد المدمر. نهب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام القصر لبيع الأشياء في السوق السوداء ، ولكن بعض القطع الأثرية التي كان من الصعب نقلها لا تزال في مكانها.
مقابر إسلامية أخرىتشمل المواقع الأخرى المشهورة لقبر يونس قرية مشهد العربية الواقعة في موقع جت حافر القديم في إسرائيل . بلدة حلحول الفلسطينية بالضفة الغربية ، 5 كيلومتر (3.1 ميل) شمال الخليل ؛ وملاذ قرب مدينة الصرفند ( الصرقند) في لبنان .
هناك تقليد آخر يضع القبر على تلة تسمى الآن جفعات يونا ، "تلة يونان" ، في الطرف الشمالي لمدينة أشدود الإسرائيلية ، في موقع مغطى بمنارة حديثة.
يمكن العثور على قبر يونس في ديار بكر ، تركيا ، خلف المحراب في مسجد الفاتح باشا . يذكر أوليا جلبي في كتابه " سياحة نامه" أنه زار قبور النبي يونس.
===
أهل السنة والجماعة
١٢ أغسطس ٢٠١٨ ·
قصة نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام
=======================
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد،
يونس عليه الصلاة والسلام
يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعَالى في مُحْكَمِ التَّنْزيلِ: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾﴾ [سورة الصافات].
نسبه عليه الصلاة والسلام
الذي عُلمَ من نسبه من الحديث ومن كتب التفسير والتاريخ أنه يونس بن متى، ويتصل نسبه ببنيامين وهو أخو يوسف عليه السلام من أبيه وأمه.
عدد المرات التي ذكر فيها في القرءان الكريم
ذكر نبي الله يونس بن متى باسمه “يونس” في القرءان أربع مرات في سورة النساء والأنعام ويونس والصافات، وذكر بوصفه ولقبه “ذي النون” و”صاحب الحوت” في موضعين من سورتي “الأنبياء” و”القلم” قال الله تعالى في سورة الأنبياء: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الأنبياء، وقال تعالى في سورة القلم: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ* لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة القلم.
دعوته عليه الصلاة والسلام
جعل الله تبارك وتعالى عبده يونس بن متى نبيًا ورسولًا وأرسله إلى أهل نينوى الذين كانوا في أرض الموصل بالعراق ليدعوهم إلى دين الإسلام ويعبدوا الله وحده، وكان أهل نينوى عددهم أكثر من مائة ألف قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ سورة الصافات. وكان قد دخلت فيهم الوثنية وانتشرت فيهم عبادة الأصنام وكان لهم صنمٌ يعبدونه يسمى “عشتار”، فذهب نبي الله يونس عليه السلام إلى نينوى في العراق امتثالًا لأمر الله وليبلغ رسالة الله فدعا هؤلاء المشركين إلى دين الإسلام وعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فكذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وبقي يونس عليه الصلاة والسلام بينهم صابرًا على الأذى يدعوهم إلى الإسلام ويذكرهم ويعظهم، ولكنه مع طول مكثه معهم لم يلق منهم إلا عنادًا وإصرارًا على كفرهم ووجد فيهم ءاذانًا صُمًا وقلوبًا غلفا.
وقيل: أقام فيهم ثلاثًا وثلاثين سنة يدعوهم إلى الإسلام ولم يؤمن به خلال هذه المدة غير رجلين، ولما أصروا على كفرهم وعبادة الأصنام ووقفوا معارضين لدعوة نبي الله يونس عليه السلام، أيس يونس عليه الصلاة والسلام منهم بعدما طال ذلك عليه من أمرهم وخرج من بين أظهرهم ءايسًا منهم ومغاضبًا لهم لكفرهم قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج وظنّ أن الله تعالى لن يؤاخذه على هذا الخروج من بينهم ولن يضيق عليه بسبب تركه لأهل هذه القرية وهجره لهم قبل أن يأمره الله تبارك وتعالى بالخروج.
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ سورة الأنبياء.
وقوله تعالى: ﴿وذَا النُّونِ﴾ يعني يونس بن متى عليه السلام و”النُّونِ” أي الحوت وأضيف عليه السلام إليه لابتلاعه إياه، وقوله تعالى: ﴿إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا﴾ أي ذهب مغاضبًا لقومه من أهل نينوى لأنهم كذبوه ولم يؤمنوا بدعوته وأصروا على كفرهم وشركهم وأبطؤوا عن تلبية دعوته والإيمان به بما جاء به من عند الله.
فائدة: لا يجوز أن يُعتقد أن نبي الله يونس عليه السلام ذهب مُغاضبًا لربه هذا كفر وضلال ولا يجوزُ في حق أنبياء الله الذين عصمهم الله وجعلهم هُداةً مهتدين عارفين بربهم، فمن نسب إلى يونس عليه السلام أنه ذهب مغاضبًا لله فقد افترى على نبي الله ونسب إليه الجهل بالله والكفر به وهذا يستحيل على الأنبياء لأنهم معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها. أنظر : بَيَانُ عِصْمَةِ الأَنبِيَاءِ.
وأما قوله تعالى: ﴿فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ أي ظنَّ أن الله تعالى لن يُضيّق عليه بتركه لقومه قبل أن يؤمر بذلك، ولا يجوز أيضًا أن يعتقد أن نبي الله يونس عليه السلام ظن أن الله تعالى لا يستطيع عليه لأن هذا مما لا يعذر فيه أحد العوام فضلًا عن نبي كريم. فأنبياء الله تعالى جميعهم عارفون بالله وهم أفضل خلق الله وقد عصمهم الله تعالى من الجهل به ومن كل فعل وقول واعتقاد ينافي العصمة، ومن نسب إلى نبي الله انه ظن أن الله تعالى لا يستطيع عليه فقد نسب إليه الكفر والجهل بالله، وهذا لا يجوز في حق الأنبياء للعصمة الواجبة في حقهم. فجميع الأنبياء منذ نشأتهم كانوا عارفين بالله، وقد أفاض الله تبارك وتعالى على قلوبهم معرفته، فكانوا مؤمنين مسلمين معصومين من الكفر والضلال، فهم لا يعتقدون ما ينافي العقيدة الصحيحة التي أمرهم باتباعها وتعليمها للناس. أنظر : كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ.
إيمانُ قوم يونس عليه السلام ورفع العذاب عنهم
حذّر يونس أهل نينوى من العذاب إن لم يؤمنوا به ويتبعوا دين الإسلام، ثم خرج مغاضبًا لهم لإصرارهم على كفرهم وعدم اتباعهم دعوته، ولما خرج عليه السلام وهو آيسٌ منهم تغشاهم صباحًا العذاب وصار قريبًا جدًا منهم، وقيل: ظهرت السُّحُب السوداء في السماء وثار الدخان الكثيف وهبطت السحب بدخانها حتى غشيت مدينتهم واسودت سطوحهم ولما أيقنوا بالهلاك والعذاب أنه واقع بهم طلبوا يونس عليه السلام فلم يجدوه، وألهمهم الله التوبة والإنابة فأخلصوا النية في ذلك وقصدوا شيخًا وقالوا له: قد نزل بنا ما ترى فماذا نفعل؟ فقال لهم: آمنوا بالله وتوبوا، عند ذلك آمنوا بالله وبرسوله يونس عليه السلام وكانوا خرجوا من القرية ولبسوا المسوح وهي ثياب من الشعر الغليظ، وحثوا على رؤوسهم الرماد، وفرقوا بين كل والدة وولدها من الناس والأنعام، ثم عجوا ورفعوا أصواتهم في الدعاء إلى الله وتضرعوا وبكى النساء والرجال والبنون والبنات وجأرت وصاحت الأنعام والدواب، وكانت ساعة عظيمة هائلة وعجوا إلى الله بالتوبة الصادقة وردوا المظالم جميعًا حتى إنه كان أحدهم ليقلع الحجر من بنائه فيرده إلى صاحبه فاستجاب الله منهم وكشف عنهم بقدرته ورحمته العذاب الشديد الذي كان قد دار على رؤوسهم وصار قريبًا جدًا منهم كَقِطع الليل المظلم، ويقال إن توبتهم في يوم عاشوراء يوم الجمعة، يقول الله عز وجل: ﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ سورة يونس.
ما حصل لسيدنا يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت
لما وعد يونس بن متى قومه بالعذاب بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا وخرج من بينهم مغاضبًا لهم بسبب كفرهم وإصرارهم وتماديهم في غيّهم وضلالهم، سار حتى وصل إلى شاطئ البحر فوجد قومًا في سفينة في البحر، فطلب من أهلها أن يركبوه معهم فتوسموا فيه خيرًا فأركبوه معهم في السفينة، وسارت بهم السفينة تشقُ عُباب البحر، فلمّا توسطوا البحر جاءت الرياح الشديدة وهاج البحر بهم واضطرب بشدة حتى وجلت القلوب، فقال من في السفينة: إنّ فينا صاحب ذنب، فأسهموا واقترعوا فيما بينهم على أنّ من يقع عليه السهم يلقونه في البحر، فلمّا اقترعوا وقع السهم على نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام، ولكن لما توسموا فيه خيرًا لم يسمحوا لأنفسهم أن يلقوه في البحر، فأعادوا القرعة ثانيةً فوقعت عليه أيضًا، فشمّر يونس عليه السلام ليلقي بنفسه في البحر فأبوا عليه ذلك لما عرفوا منه خيرًا، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت القرعة عليه أيضًا، فما كان من يونس عليه السلام إلا أن ألقى بنفسه في البحر لأنه كان يعتقد أنه لا يصيبه هلاك بالغرق، فلا يجوز أن يظن أن ذلك انتحار منه لأن الانتحار أكبر الجرائم بعد الكفر، وذلك مستحيل على الأنبياء وعلى هذا يحمل ما ورد في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين فتر الوحي عنه في أوائل البعثة همَّ أن يلقي بنفسه من ذِروة الجبل ولم يكن همه بذلك إلا لتخفيف شدة الوجدِ الذي حصل له من إبطاء الوحي عليه لا للانتحار فإنه حصل لكثير من الأولياء أنهم مشوا على الماء ولم يغرقوا، فمن حمل ما ورد في البخاري من هذه القصة أن الرسول أراد أن ينتحر فقد كفر.
وعندما ألقى يونس عليه السلام بنفسه في البحر وكّل الله تبارك وتعالى به حوتًا كبيرًا فالتقمه وابتلعه ابتلاء له على تركه قومه الذين أغضبوه دون إذن، فدخل نبي الله يونس عليه السلام إلى جوف الحوت تحفُّهُ عنايةُ الله، حتى صار وهو في بطن الحوت في ظلمات حالكة ومدلهمة ثلاث وهي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
ثم إن الحوت بقدرة الله تعالى لم يضر يونس ولم يجرحه ولم يخدش له لحمًا ولم يكسر له عظمًا، وسار الحوت وفي جوفه يونس عليه السلام يشق به عباب البحر حتى انتهى به إلى أعماق المياه في البحر، وهناك سمع يونس عليه الصلاة والسلام وهو في بطن الحوت حِسًا وأصواتًا غريبة فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إنَّ هذا تسبيح دواب البحر، فما كان من نبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت وفي تلك الظلمات المدلهمة إلا أن أخذ يدعو الله عز وجل ويستغفره ويسبّحه تبارك وتعالى قائلًا ما ورد عنه في القرءان: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ سورة الأنبياء، وسمعت ملائكة السماء تسبيحه لله عز وجل وسألوا الله تعالى أن يُفرّج الضيق عنه، واستجاب الله تعالى دعاءه ونجاه من الغمّ والكرب والضيق الذي وقع فيه لأنه كان من المُسبّحين له في بطن الحوت والذاكرين، وأمر الله تعالى الحوت أن يلقيه في البرّ فألقاهُ الحوت بالعراء وهو المكان القفر الذي ليس فيه أشجار والأرض التي لا يُتوارى فيه بشجر ولا بغيره، ويونس عليه السلام مريض ضعيف.
وقد مكث نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، وقيل: سبعة أيام، وقيل غير ذلك. ولولا أنه سبح الله وهو في بطن الحوت وقال ما قال من التسبيح والتهليل للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة ولبُعث من جوف الحوت، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وإنَّ يونسَ لَمِنَ المُرسلينَ * إذْ أبَقَ إلى الفُلكِ المَشحون * فساهَمَ فكانَ مِنَ المُدحضين * فالتقمهُ الحوتُ وهُوَ مُليمٌ * فلولا أنَّهُ كانَ مِنَ المُسبِّحين * للَبِثَ في بطنِهِ إلى يومٍ يُبعثون * فنبذناهُ بالعراءِ وهُوَ سقيمٌ * وأنبتنا عليهِ شجرةً مِن يقطين * وأرسلناهُ إلى مائةِ ألفٍ أو يزيدونَ * فآمنوا فمَتَّعناهُم إلى حين﴾ سورة الصافات.
فائدة: إذا قيل: ما الفائدة في إنبات شجرة اليقطين عليه دون غيرها؟
فالجواب: أنّ يونس عليه السلام خرج من بطن الحوت كان ضعيفًا مريضًا وهزيلًا في بدنه وجلده، فأدنى شيء يمرُّ به يُؤذيه، وفي ورق اليَقطين (القرع) خاصّيةٌ وهو أنه إذا تُرك على شيء لم يقربه ذباب، فأنبته الله سبحانه وتعالى على يونس ليغطيه ورقها ويمنع الذباب ريحُه أن يسقط عليه فيؤذيه. وفي إنبات القرع عليه حكمٌ كثيرة منها: أن ورقه في غاية النعومة، وأهمية تظليل ورقه عليه لكبره ونعومته، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى ءاخره نيئًا ومطبوخًا وبقشره وببذره أيضًا، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل منه.
وقد سخّر الله تبارك وتعالى لنبيه يونس عليه السلام بعد أن ألقاه الحوت من بطنه أرْوِيَّة (وهي الأنثى من الوعول) يستفيد من لبنها فكانت ترعى بالبرية وتأتيه بكرة وعشية ليتغذى بلبنها وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وعنايته بنبيه يونس عليه الصلاة والسلام.
عودة نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام إلى قومه
ولما أصاب نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ما أصابه من ابتلاع الحوت له، علم عليه السلام أنّ ما أصابه حصل له ابتلاء له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه الذين أُرسل إليهم بدون إذن من الله تعالى، وعاد عليه الصلاة والسلام إلى قومه أهل نينوى في العراق فوجدهم مؤمنين بالله تائبين إليه منتظرين عودة رسولهم يونس عليه السلام ليأتمروا بأمره ويتبعوه، فمكث عليه الصلاة والسلام معهم يعلمهم ويرشدهم، ومتّع الله تعالى أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده ءامنين مُطمئنين إلى حين، ثم لما ضلوا بعد ذلك عن الصراط المستقيم الذي جاءهم به نبيهم وتولوا عن الإيمان دمّر الله تعالى لهم مدينتهم وأنزل عليهم العذاب وصارت مدينتهم عبرة للمعتبرين، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وأرسلناهُ إلى مائةِ ألفٍ أو يزيدونَ* فآمنوا فمَتَّعناهُم إلى حين﴾ سورة الصافات.
فائدة: كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يلتجئ إلى الله عند الكرب والغم والشدائد فكان يكثر الصلاة والدعاء ويكثر ذكر الله تعالى، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكربه أمرٌ قال: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث“.
وروى الحاكم في مستدركه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دعوةُ ذي النون إذ دعا ربهُ وهو في بطن الحون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدْعُ بها رجل في شيء قطُّ إلا استجاب له” قال الحاكم أبو عبد الله: هذا صحيح الإسناد، ورواه الترمذي والنسائي.
وقال صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلمُ كلمةً لا يقولها مكروبٌ إلا فرّج الله عنه كلمة أخي يونس صلى الله عليه وسلم ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾” سورة الأنبياء.
فضل يونس بن متى عليه السلام
قال تعالى: ﴿وإنَّ يونسَ لَمِنَ المرسلين﴾ سورة الصافات، وروى البخاري وغيره بالإسناد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى“.
ويقال: إن سيدنا يونس دفن على ساحل البحر قبل مدينة صيدا، وقيل: هذا الموضع الذي ألقاه فيه الحوت، والله أعلم بصحة ذلك.
والحمد لله رب العالمين
=====
=====